3.詩篇(ザブール)

 クルアーンの第4章163節には

また、われらはダーウード(ダビデ)に詩篇(ザブール)を授けた*1

とあります。

 ザブールとはアラビア語ではかかれたもの、という意味で、この意味ではクルアーンの第54章52節に

彼らがなしたあらゆることはズブルの中にある*2

と書かれています。ズブルというのはザブールの複数形です。

 なお、クルアーンの第21章105節には「アッ=ザブール」という表現が使われているのですが、これがダーウード(ダビデ)の詩篇なのか、それとも啓典という意味なのかで意見が分かれていますが*3、啓典という意味にとる解釈のほうが強いようです*4

(K.S.)


*1

وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا

*2

وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (القمر، 54)

تفسير ابن كثير

أي مكتوب عليهم في الكتب التي بأيدي الملائكة عليهم السلام .

*3

وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (الأنبياء، 105)

تفسير الطبري

القول في تأويل قوله تعالى : { ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون } . اختلف أهل التأويل في المعني بالزبور والذكر في هذا الموضع , فقال بعضهم : عنى بالزبور : كتب الأنبياء كلها التي أنزلها الله عليهم , وعنى بالذكر : أم الكتاب التي عنده في السماء………… وقال آخرون : بل عنى بالزبور : الكتب التي أنزلها الله على من بعد موسى من الأنبياء , وبالذكر : التوراة……….. وقال آخرون : بل عنى بالزبور زبور داود , وبالذكر توراة موسى صلى الله عليه وسلم الله عليهما ………. وأولى هذه الأقوال عندي بالصواب في ذلك ما قاله سعيد بن جبير ومجاهد ومن قال بقولهما في ذلك , من أن معناه : ولقد كتبنا في الكتب من بعد أم الكتاب الذي كتب الله كل ما هو كائن فيه قبل خلق السماوات والأرض . وذلك أن الزبور هو الكتاب , يقال منه : زبرت الكتاب وذبرته : إذا كتبته , وأن كل كتاب أنزله الله إلى نبي من أنبيائه , فهو ذكر . فإذ كان ذلك كذلك , فإن في إدخاله الألف واللام في الذكر , الدلالة البينة أنه معني به ذكر بعينه معلوم عند المخاطبين بالآية , ولو كان ذلك غير أم الكتاب التي ذكرنا لم تكن التوراة بأولى من أن تكون المعنية بذلك من صحف إبراهيم , فقد كان قبل زبور داود . فتأويل الكلام إذن , إذ كان ذلك كما وصفنا : ولقد قضينا , فأثبتنا قضاءنا في الكتب من بعد أم الكتاب.

* 4

تفسير القرطبي

الزبور والكتاب واحد ; ولذلك جاز أن يقال للتوراة والإنجيل زبور . زبرت أي كتبت وجمعه زبر . وقال سعيد بن جبير : ” الزبور ” التوراة والإنجيل والقرآن .

تفسير ابن كثير

قال تعالى” ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ” قال الأعمش : سألت سعيد بن جبير عن قوله تعالى ” ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ” فقال الزبور : التوراة والإنجيل والقرآن وقال مجاهد الزبور الكتاب وقال ابن عباس والشعبي والحسن وقتادة وغير واحد : الزبور الذي أنزل على داود والذكر التوراة وعن ابن عباس الذكر القرآن وقال سعيد بن جبير الذكر الذي في السماء وقال مجاهد الزبور الكتب بعد الذكر والذكر أم الكتاب عند الله واختار ذلك ابن جرير رحمه الله وكذا قال زيد بن أسلم هو الكتاب الأول وقال الثوري هو اللوح المحفوظ وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : الزبور الكتب التي أنزلت على الأنبياء والذكر أم الكتاب الذي يكتب فيه الأشياء قبل ذلك وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : أخبر الله سبحانه وتعالى في التوراة والزبور وسابق علمه قبل أن تكون السموات والأرض أن يورث أمة محمد صلى الله عليه وسلم الأرض ويدخلهم الجنة وهم الصالحون وقال مجاهد عن ابن عباس ” أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ” قال أرض الجنة وكذا قال أبو العالية ومجاهد وسعيد بن جبير والشعبي وقتادة والسدي وأبو صالح والربيع بن أنس والثوري وقال أبو الدرداء نحن الصالحون وقال السدي هم المؤمنون .

تفسير الجلالين

“ولقد كتبنا في الزبور” بمعنى الكتاب أي كتب الله المنزلة “من بعد الذكر” بمعنى أم الكتاب الذي عند الله “أن الأرض” أرض الجنة “يرثها عبادي الصالحون” عام في كل صالح